Wednesday, April 23, 2008

الكتاب الذي لا يجب نسيانه



العوسج

الكتاب الذي لا يجب نسيانه

عبدالله العباسي

من يغيب إسم عائلة جمشير من ذاكرته فهذا يعني إنه إنسان لا يؤدي الواجب فصالة جمشير واحدة من الصالات التي لا تخلو يوما في العادة من استقبال المعزين ، فهو ان يمر بها هذا الأسبوع ، فالأسبوع الذي يليه لأن الذين يرحلون إلى جوار ربهم كثيرون بعضهم ممن لحقوا على الخمسين دينار من الدعم الحكومي لأسرته ومنهم من لم يحالفه الحظ كي يكون شاهد على عصر هذا المبلغ العظيم لكنه لحق على التصريحات الرسمية والنيابية حتى ظن معنا أن أحد مخرجي المسرح المحليين سيغامر بإخراج مسرحية عن هذا الحدث الكبير ولا أدري لماذا فات سعد الجزاف ان يكتب ويخرج مسرحية تحت إسم ( عيال البوخمسين ) .
لقد تسابقت صحفنا المحترمة في نشر أسماء من رسى عليهم مشروع المكرمة الحكومية .
فصالة جمشير تعتبر اليوم أشهر صالات البحرين لاستقبال العزاء للمتوفين الذين يموت بعضهم لأسباب غامضة ، حتى الأكاديميين منهم فمنهم من يموت قهراً من رميه من كرسيه العالي أو حزنا على أنه لم يتمكن من تربية أبنه كما يجب وعوامل أخرى من بينها أن يجد المواطن الصالح إخوانه وعزوته في السبعينات ينقلبون على عقبيهم ، صحيح إنهم بذلك لن يضروا الله شيئا ولكنهم يضرون الوطن ، لقد تجاهلنا حقيقة جهود غادة جمشير وزميلاتها .
فقد كانت وراء تشكيل لجنة العريضة النسائية للدفاع عن المرأة وحقوقها ، وتشكلت بالفعل من عناصر آمنت بضرورة الدفاع عن المرأة البحرينية التي تعاني من شتى صنوف العذاب وضياع حقوقها وهي تشتكي إلى الله من شعورها بأن القضاء الشرعي غير آبه بما يجري لها على يد زوجها .
وقد أصدرت كتابها تحت عنوان ( الجلاد والضحية في المحاكم الشرعية )
ومن حق السيدة غادة أن تلوم الصحافة البحرينية بعدم إعطاء كتابها حقها من المتابعة .
وقد وصف الناشر الكتاب بأنه ثمرة جهد نفر من النساء الطليعيات اللواتي أخذن على عاتقهن مهمة الدفاع عن المرأة التي تعاني من الأحكام الجائرة من قبل القضاة الشرعيين الذين يمتلكون عقلية متخلفة تنظر للمرأة بشكل دوني وتم تشكيل لجنة العريضة النسائية منذ مطلع العام 2002 م في محاولة منهن لكشف ما يحدث على مسرح المحاكم الشرعية من تجاوزات وانتهاكات لحقوق المراة وما عانته وتعانيه من إضطهاد وقسوة .
ويمكن التأكيد أن الجهود التي بذلتها لجنة العريضة النسائية لم تذهب هدرا حيث نبهت الحكومة الإصلاحية في بلادنا إلى ضرورة وضع قانون للاسرة ، وقد بذلت الجهات الرسمية جهودا صادقة في جمع شتات حقوق المرأة بإصدارها ضمن قانون رسمي يضم كل تفاصيل حقوقها حتى يتم الحكم من خلال قانون واضح المعالم ولا يرضخ لمزاج وإجتهادات القضاة .
وقد نبهني إبني المحامي مامون عن المحامي يوسف الهاشمي بإسناد حسن مع أنه لم يرد عند إبن ماجه والترمذي بأن القانون مجرد مسودة ومشروع لم يتم العمل به حتى الآن ، وكنت قد كتبت أنه تم العمل به .
ويبدو إن ما اربك الحكومة ودفع إلى تأجيل إصداره ، مشايخ الدين الشيعة الذين زادوا على رجعية مشايخ السنة ، فقد عارضوا بشدة صدوره هذا القانون على إعتباره تدخل في سلطاتهم التي منحهم الله للتحكم في رقاب المرأة المسكينة وحركوا الشارع في مظاهرات صاخبة تضم آلافا من المرأة الريفية المغيبة التي يسيرونها مثل ما يسيرون أزواجهن بالرغم من أن المراة الريفية هي الضحية الأولى لغياب مثل هذا القانون ، وإذا كان مشايخ الشيعة قد كشفوا عن عدائهم للقانون ، فإن مشايخ السنة هم الذين استخدموا التقية دون أن يواجهوا الحكومة برفضهم للقانون لكن بممارسة تجاوزاتهم له من خلال العمل بأمزجتهم .
و كتاب غادة ( الجلاد والضحية ) كشف جانب كبير من هذه التجاوزات .
ويرى الرواة أن غادة دخلت في معركة شرسة مع قضاة الشرع وخلقت غصة في حلوقهم بتحريضها لكثير من النساء ضد هذه المحاكم .
وقد وَقّع على العريضة 208 من ناشطات المجتمع النسائي البحريني ، وتستعرض معدة الكتاب العناوين العريضة لما جاء في هذه العريضة وتاريخ العرائض الأخرى التي صبت في هذا الإتجاه ، لقد كشفت وبإصرار إن قضية أم جاسم المظلومة من زوجها الذي رأت فيه إنسان بدون إحساس ستضعها في أولويات ذاكرتها ولن تسمح لأصحاب البشوت أو غيرهم من القضاة بهضم حقوقها ومن يعش ير . إن ( الجلاد والضحية ) كتاب لا يجب نسيانه