وزير الديوان الملكي ... يستحوذ على أرض مساحتها 5 مليون متر مربع
مقال منع من النشر في الصحف المحليه بمملكة البحرين
بألحان شذية ، وكلمات ندية ، تغنى بها أحد مطربي مملكة البحرين ، يقول فيها : ( سجل يا تاريخ من حروف من ذهب ) ونحن سنسجل في هذه المقالة حروفا بل أحرفا من ذهب ، كي لا تمحى ولا تزول من ذاكرة التاريخ الانساني ولتبقى على جبين الأيام، ليخلدها الأجيال ويترنموا بها وبماضيهم الاسود المسروق الذي لم ينالوا منه حقا، ولم ينعموا بثرواته وخيراته ، والأجود في هذه الكلمات أن الحروف تسجل من (ذهب) ليبقى لامعا براقا لايزول ولايتبدل بتقادم الزمن ومرور الأيام.
لقد ألقى الليل غلائله السود على هذه المملكة، وعصفت بها يد العابثين وأصابت الناس في أوصابها، واستولى أصحاب الجشع والطمع على هذه الخيرات التي تنعم بها هذه البلاد، حتى ضاق الناس ذرعاً، وتردت معيشتهم، وأصبحوا يعيشون على الكفاف بسبب جشع الضباع المفترسة، التي تبحث عن فريستها في اي مكان. لقد ألقت الأيام بين حياة المواطنين ونعيم هذه الأرض سجف وأستار، ولم يحصلوا على ارض تقلهم أو مأوى يحتضنهم، ويد حانية تمسح عنهم ثقل الهموم.
ان النفس الطامعة لا تشبع من شيئ، فكلما رأت جديدا قالت: هل من مزيد؟ والطمع حينما يخالج شعور الإنسان فإنه ينقلب إلى وحش كاسر ، فلا تستكين النفس ولا تهدأ إلا بامتلاك وسرقة ما في أيدي الناس . والطماعون في بلادنا كثيرون جدا ، ولست أتطرق إليهم جميعا وإنما أستشهد بأنموذج واحد وهو وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد آل خليفه، الذي أبتلع أرضا في جنوب درة البحرين ، وهي تكفي لإيواء ألاف المواطنين و تنهي الأزمة الإسكانية في البلاد ، حيث قام و من أجل التمويه عن جريمته بتسجيل الأرض باسم شركة أجنبية، لاستثمارها لمصالحه ومصالح أسرته الخاصة ، وينعم بأموالها هو وإخوانه وهذه الأرض تبلغ مساحتها ( 5 مليون متر مربع ) . ولم يكتف بهذا القدر فهذه الأرض لا تشبع نهمه ، ولا تريح ضميره ، بل استولى على أرض أخرى في مدينة الحد وأخرى بمنطقة السيف وقام بتقسيمها لبيعها على المواطنين الفقراء والمعوزين. الذي يقوم بشراء هذه الأرض لإقامة منزل خاص بهم ، يدفع دم قلبه ، وعرق جبينه ليحصل على حلمه ، بينما الوحوش الكاسرة تنعم وتفرح بأمتلاك أكبر عدد من المال . مع أن الجميع هم مواطنون ولابد أن يكونوا سواسية كأسنان المشط .
إن امتلاك الأراضي لا يشبع أصحاب الكروش، فلا بد من فرائس أخرى تشبع جوعهم وتسد ظمأهم ، فقام سعادة وزير الديوان ببناء القصور البلق، له ولأنجاله وبناته، يجرون أثواب الدعه والنعيم.
لم هذا التلاعب بثروات البلاد ونعيمها ؟ لم الاستيلاء على هذه الخيرات التي هي حق مشاع بين المواطنين؟ لقد جعل هذا الوزير ثروات البلد صك له ولأولاده وأهله المقربين، وإني ما أخشاه ان يجيئ يوم ندير فيه أعيننا من حولنا فلا يجد ما يأكله الناس، ولا مكانا يسكنه المواطن. إن هذا توحش وإغراق البلد في مهالك، وهتك أستارها والتعدي على حرمتها، ليس هذا من العقل، والسكوت عن ذلك جريمة.
ليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل انه جعل لأقربائه حظوة ومكانة وأمسكهم مناصب في هذه البلد ومنهم أبناء خالته أولاد عطية الله آل خليفه، أحمد ومحمد. كل ذلك من أجل تيسير مصالحه الشخصية ، وما هذا إلا جهل وغشاء على العقل، ليس هذا بفكر دبلوماسي وليست بهذه الطرق تحل المشاكل، ولا تدار البلاد بالغطرسة والهيمنة والفتنة الطائفية، ليس الاستغلال للنفوذ هو سبيل النجاح والدوام، وليس سوء الظن والتدبير الذي هو علامة القوة.
وعودا على كلمات الأغنية التي تقول (إذكر الأمجاد ...الخ) هذه هي الأمجاد التي نتغنى بها، أمجاد السرقة والاستيلاء والاستحواذ والتعدي على الغير والهيمنة والسيطرة والتجسس على حرمات البيوت وفبركة الأصوات والصور للمعارضين والنشطاء وملاحقتهم قضاءيا وزجهم في السجون ومحاولة تشويهه سمعتهم ومنعهم من الصحافة والاعلام .. ألخ .. من قبل جهاز الأمن الوطني الذي يديره خليفه بن عبدالله آل خليفه سفير البحرين بلندن سابقا ورئيس جهاز الأمن الوطني حاليا وأحمد عطية الله آل خليفه والعقيد المشبوه عادل خليفه الفاضل الذين يأتمرون بأمر سعادة وزير الديوان الملكي، هذه هي الأمجاد الحقيقية ..
وتقول الأغنية ايضا (عهدك الزاهر ذا عهد السرور) ما أجمله من سرور.. وابتسامات عريضة، وفرحة كبيرة حين لا يجد المواطن أرضا يعيش عليها، وتحاك ضده المؤامرات والدسائس والفتن، وأجمل السرور أن يظهر لنا تقرير صلاح البندر الذي عرى سوءات المدبرين والكائدين . وانكشفت سوء نياتهم، هذا هو العهد الزاهر وعهد السرور. عهد التفرقة والجوع والتمييز حتى بين افراد العائلة الحاكمة التي جمد بعضها من اصحاب الفكر وحملة الشهادات وفيها رجالات ونساء من خيرة الناس علما وفضلا وخلقا، قد أبخسهم هذا الوزير حقهم فلم يفكر إلا في مصالحه الشخصية ومصالح المقربين منه. إن هذا ظلم وتعدي وتحدي ضد الإنسانية الشريفة، وحمل الناس على التبعية العمياء القاسية.
ولنذكرك يا خالد أن الأيام تمضي، وتنقضي ويأتي بعده يوم آخر مجهول لاندري ماهو ولكن الذي نعلمه أنه تغيير حال وذهاب ناس ومجيئ آخرين، ويبقى العدل هو الميزان الذي يقاس به الرجال أما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً.
رئيسة لجنة العريضة النسائية
غادة يوسف جمشير
التاريخ : 7 يناير 2009
No comments:
Post a Comment