Wednesday, January 9, 2008

الوزير هامان ...... وسياط الذل


الوزير هامان ... وسياط الذل

مقال رفضت الصحف المحلية في مملكة البحرين نشره

هامان هو الوزير الوفي ، والمخلص الأمين ، وهو وزير الروح ومأنس الفؤاد ، لملك مصر في ذاك الزمان ، فكان نعم الوزير إن أمر أطاع وأن سئل أجاب ، وإن كلف أدى تكليفه بأحسن أداء . وقد أحبه الملك وقربه فكان يستشيره في كل شئون الحياة ، وخاصة أحوال الرعية البسطاء الذين يعملون ليل نهار ، ولا يحسون للحياة طعما ولا للنوم راحة بسبب ثقل الأعمال ومخاطرها فهم يحملون الصخور ثم بعد ذلك لا يحصلون على أجره تكفي لهم ولعائلاتهم .

ومع أن هامان كان مستشارا لأعظم ملك في ذاك الزمان إلا أنه يتصرف بغباء وسفاهة دون أن يعمل فكره ، لأن القلب إذا دخلته الظلمة فإنه لا يستشعر ولا يحس ، ولقد خلد لنا القرآن الكريم حكاية ملك مصر حينما أمر هامان أن يبني له صرحا ليطلع على إله موسى فكان يظن أنه بهذا الصرح يستطيع أن يطلع على خالق الكون وهو الله تعالى ببناء هذا الصرح ، فأوعز الى وزيره المطيع أن يفعل ذلك ، فما كان من الوزير هامان إلا أن أستجاب ، وبدأ بتنفيذ ما أمره سيده دون تفكر وروية .

وقام الفراعنة بالبدء في المشروع العظيم الذين ساقوهم كالنعاج وحملوهم فوق طاقتهم البشرية ، يسومونهم سوء العذاب حتى شكت أيديهم من كثرة ما مسكوا ومالت أعناقهم من كثرة ماحملوا ، وأحدوبت أظهرهم من ثقل الأحمال ، ناهيك عن السياط الجبروتي على العاملين البؤساء حتى أكتمل البناء ، وقف ملك مصر بجبروته ليطلع على إله موسى فلم يرى شيئا وأتهم موسى بالكذب لأنه لم يرى إلها ، وهكذا هم طواغيت العصر ينفذون مايدور في أمزجتهم إشباعا لغرائزهم ، وملء غرورهم .

لقد ركب هامان متن الشيطان غرورا وطغيانا وأخذ يتصرف في شئون البلاد دون محاسبة لأنه يتكلم بأسم ملك مصر ، ولا يستطيع أحد ثنيه عن مراده وعزمه . وهامان اليوم هو هامان الأمس ، فإن كان هامان الأمس بنى صرحا من الحجارة فإن وزير الديوان الملكي خالد أحمد سلمان آل خليفه بنى صروحا من الطائفية والتمييز ، وجعل حاجزا منيعا بين أفراد المجتمع الواحد ، ومزق شملهم ووحدتهم من حيث يعلم أو لا يعلم ، وساند المفسدين في الأرض والمنافقين ومكنهم وجعلهم أصحاب مراكز ونفوذ ليكونوا أداة مرنة في يده يحركهم متى شاء وكيف شاء ليكونوا عونا له في مهماته القذره ، كل ذلك على حساب المجتمع المسالم ، وقد قصدت من ذكر قصة هامان أن يصحو المجتمع من سباته ونومه ليعلم ما يدور حوله وما يحاك من دسائس وألاعيب ضده ليكون على بينة من أمره ، وليعلم المجتمع أن (الهامانات) تتكرر في كل زمان ومكان ، لذا قص علينا القرآن الكريم نبأه وخلد أسمه في القرآن ليعتبر الناس ، وأن على الناس مسئولية أن يقفوا ضد الطغيان .




غاده يوسف جمشير
رئيسة لجنة العريضة النسائية
البحرين
8-1-2008

No comments: